الأحد، 12 نوفمبر 2017

معلم على مر العصور


فى احد الايام الحاره جوا و في طريقي لاستقل سيارة اجره من اجل الذهاب الى معركة العمل و التي بالفعل تاخرت عنها  ...
و في ظل الظروف الصحيه السيئه التي تعاني منها الطرقات فى مصرنا العزيزه فمن الممكن ان استقل سيارة واحده فقط لتصل بي الى مقر عملي او قد يحدث ما قد حدث و استقل اكثر من سيارة لاصل بها الى نقاط متتاليه فى الطريق ....
اشرت الى احدى السيارات و اذا بالسائق يقف امامي و يسالني عن وجهتي و كل ما فعلته انذاك اني دخلت السيارة و اغلقت الباب ورائي و عندها قمت باجابته بالسؤال عن وجهته هو لاحدد هل ساصل لمقر عملي مباشرة عن طريق هذه السياره ام ان وجهتي ستكون سياره اخري لتقلني الى نقطه اخرى و فى ظل تلك التساؤلات اذ ارى طيفا لشخص يجعلني ارى ذكريات من المرحله الدراسية الابتدائيه  اى ما يقرب من عشرون سنه ....

تذكرت نفسي اجلس على احدى المقاعد المدرسيه و يقف امامي مدرس الفصل ليقول من يستطيع ان يقوم بحل تلك المعادله و اراني ارفع يدي لاقوم بحلها  ، و بالفعل قد سمح لي و عندما انتهيت من هذا العمل الشاق اذ بي ارى ابتسامه على وجه هذا المدرس و يامر جميع من فى الفصل بالتصفيق بشده لي , حينها سمعت دقات قلبي كانها اعلى من صوت التصفيق لدرجة اني احسست انه سيخرج من صدري من شدة الفرح ، و من باب التشجيع مدحني هذا المدرس و قال لي ان عقلي كالحاسوب و لاكن دقيقا قال ان "عقلي كالكمبيوتر" ، اعتقد انه فى هذه اللحظه هو من اشعل فتيل حماستي وو شغفي تجاه عالم الحاسب الالي .....
و اصبح هناك العديد من المعادلات التى كنت ارفع يدي لاطالب بحقي فى حلها حتى احصل المديح الذي انتظره " عقلك كالحاسوب " .

اتذكر يوما غاب هذا المدرس عن المدرسه و علمنا انه اصيب بوعكه صحيه لهذا لم يستطع ان ياتي , لكم اشتقت فى هذا اليوم الى ابتسامته التشجيعيه و مدحه لي كالمعتاد ، و بمجرد انتهاء يومي المدرسي ، انتظرت بعض اصدقائي و جمعنا من تبقى من مصروفنا اليومي لنشتري بعض البرتقالات التي تعد على اصابع اليد الواحده و انطلقنا الى رحله شاقه لبلد اخرى لنسال كل من نلقاه فى طريق ذهابنا عن اسم مدرس الفصل ,,,,
لا اعلم كيف و لا اتذكر كم المده حتى وصلنا لهذا المنزل و لكننا فعلناها حقا و هذا كل ما كان يهمنا ، التقطنا انفاسنا و طرقنا على الباب بكل لطف ليخرج لنا من كنا نامل ان نراه ...
لا استطيع وصف حاله الاندهاش التي كانت على وجهه و سرعان ما تحولت لابتسامه عريضه و ضحكات هستيريه من هذا المدرس ،،، فى الحقيقه لو تبادلنا الادوار انا و هذا المدرس اعتقد اني كنت ساستلقي على الارض من الذهول ايضا .
ادخلنا جميعا فى منزله و و بدأ يطلب من اهل بيته ان يحضروا ما ناكله و نشربه لنرتاح قليلا من مشاق سفرنا حتى وصلنا الى منزله ، اذ به يتباهى بنا حين يدخل علينا احد لزيارته و يقول هم طلابي و الجميع يندهش من صغر سننا .
فى الحقيقه كدنا ان ننسى ما اشترينا من برتقال قبل ان نخرج لرحلة العوده اعطينا البرتقال للمدرس و تعالت وقتها الضحكات و اعتقد اننا حصلنا على عدد كاف من القبلات على وجوهنا وقتها ، " هيا بنا لنعد ادراجنا " قولتها لاصدقائي فلقد حصلنا على ما اردنا .......

لنعد مره اخرى للحاضر  ،  اعتقد انكم قد عرفتم ان الشخص الذي امامي فى السيارة هو هذا المدرس ، لقد كان يتكلم و يعطي النصائح الي بان استقل سيارة تكون وجهتها كذا حتى تقلني الى النقطه كذا و تستقل سياره اخرى لكذا .....
لاكن صريحا لم اعر انتباهي لكل ما قال ، فكنت انتظر لينهي كلامه حتى اذكره بنفسي و لكن لوهله اعتقدت انه من الصعب عليه ان يتذكرني ف عشرون جيلا قد مضى ليتذكر كل تلك التفاصيل و لكن اخبرته اني كنت يوما تلميذا لديه فيبتسم لي مره اخرى و اكتفيت بالسؤال على حاله و صحته قبل ان يصل الى وجهته مباشرة و نزل من السيارة و هو يلح علي بان اتي معه ليعطيني واجب الضيافه و لكن لم انس ان هناك خصم لا يقل عن يوم من راتبي الشهري بسبب التاخير ، شكرته و انطلقت السياره مسرعه بعد الحاح باقي الراكبين بالاسراع قليلا لانهم متاخرين عن العمل ايضا ......
12/09/2017 فى الحقيقه هذ اليوم كان مميزا فكنت مبتسم طوال اليوم لاني رايت معلمي ا/ محمد عدلان  ، اعطاه الله الصحة و العافيه ،
و لا انكر انى كنت اريد ان اسمع جملته التي كانت معتاده بالنسبه لي " عقلك كالحاسوب "    :-D  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق